اللعنة
اللعنة
بقلم محمود حسن
ونظر الفتي الصغير الي عمه (غالي) وهو يتحرك يعرج على رجله ويتحدث ويتلعثم في حديثة وضعف نظرة وأصبح هندامه غير مرتب وغير مهتم بمنظره العام وسأل الفتي ابيه عما حدث لعمه (غالي) بعد ان كان مضرب القرية في شياكته ووجاهته واهتمامه بمنظرة وعطرة الفواح فضغط الرجل على يدي ابنه وسحبه من كم جلبابه وتحرك وقال هيا بنا لنتحرك نحو الحقل ثم احكي لك ما حدث له لعل هذا يفيدك ويعرفك ان ما يصيبك سوي الذي قد قسمه الله لك
لقد كان عمك (غالي) رجلا مزارعا يهتم بأمور الزراعة وكان معه من الماشية الكثير ما يرعاه وكان يعيش في رغد من الصحة والمال
وكان في إحدى ليالي الشتاء يجلس امام منزله يشعل الحطب لأنها كانت ليله شديدة البرودة وكان يجلس هو وبعض من جيرانه وقد مضي الوقت حتي اقتربت الليلة من منتصفها وقد هم الجميع في اطفاء الوقود والمغادرة الي منازلهم حتي شاهدو رجل من خلال شارع الذي يمر بالحقل يتحرك ويجر معه حقيبته المصنوعة من القماش وكان رجلا عنده من العمر عتيا ذو شارب مكسو كله باللون الأبيض وخف شعر راسه حتي انه تشاهد راسه من خلاله ولونه اسمر يزداد كحلا في الليل ويرتدي عباءة بيضاء طويله ثم القي السلام عليهم بلكنة غريبه ان دلت علي شي الا انه غريب ليس من اهل القرية او القري المجاورة فالقي السلام ووقف علي قرب منهم ورفع يديه وقال بارك الله في مجلسكم هذا انا عابر سبيل يريد بعضا من الماء وان زدتم شكرناكم عليه تحرك الشباب الصبية اليه يدعوه ان يتفضل في المجلس ليأخذ قسطا من الراحة والدفء معهم ويحضروا له الماء وبعض من الطعام ثم جلس الرجل بجوارهم واخذ يلتهم الطعام والشراب التهاماً ثم احضروا له ابريق فيه ماء حتي يتوضأ ويصلي ثم جلس بقرب منهم فدعاه احدهم ان يقترب من النار حتي يصيبه جزا من الدفء فتحدث لهم واخذ يروي عن نفسه
انا العبد الفقير عثمان النوراني من قريه في السودان من (…….)في السودان علمني معلمي وشيخي الكثير من العلوم الروحية وكيفية التعامل مع العوالم الأخرى وكيفية معرفة علوم القران وفك السحر وابعاد اشرار الشياطين واستخراج الكنوز من الأرض حتي علم شيخي بعلم كبير وكنز دفين وقام بمساعدة احد مردة الجن بإخراج هذا الكنز ثم قام هذا المارد بالغدر بشيخي واخد الكنز وخرج به وقد او دعه من منطقه تدعي مملكة الجن وهي اسفل مجلسكم هذا وقبل ان يموت شيخي قد اورثني بعضا من العلم حتي اجد هذا الكنز الدفين وان له علامات لبد لي ان اتبعها وان اعطي كل ذو حق حقه ونصيبه ان هذا الكنز يوجد علي مقربه منكم وعليك بمساعدتي وعلي ان اعطي كل صاحب حق حقه
فتحدث رجلا كبيرا وقال هيا لترينا ما تتحدث عنه فقال عليكم ان تثقوا فالله ولتخافوا ثم اخرج من حقيبة منديلا قد طوي به إحدى اللفاف مكتوبا عليه (شمس المعارف الكبرى) واخد يقرأ
(حور ا طها طهون… اشقا شقون……الرحيم الرحمن….. الله بسم ….. هذا محل التنقيص……احضر أيها الملك نوخ ابن….. بحق النور والنار والظل والحرور …بحق اهيا وحق شراهيا براهيا …….) ثم اخذ يغمغم بكتر من الاقوال والافعال ويلقي ببعض من البخور داخل النار ثم اخذ جزاء من الرماد وألقاه علي بعضا من الأرض بالترتيب ثم قال لهم لقد جاء وعدكم لقد أصبحت كنوز الأرض ملكا لكم حتى تنفذوا وعدكم
فقال اكبرهم سنا وما هو علينا
قال النوراني ان تحضروا دما لنضعه على المكان ليخرج لنا خيره
فتحدث اخر ماذا تقصد
قال النوراني ان تحضروا دم كائن
فقال اخر هذا شيء أسهل مما نتصور لنذبح إحدى البهائم عليه
ولكن أشار النوراني بيده بمعني الخطاء لا ليس هذا دم بل نريد دم طفل
اشطاط الغيظ في دم الأخ الكبير وقام وقفا
وهنا اهتاجت النار وارتفعت وصرخ الجميع من هول المفاجأة
الجزء الثاني (اللعنة)
لم يتحرك الاخ الكبير من مكانه واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وقال دعك من هذا أيها المشعوذ وكفي ولتبات ليتك او تخرج وتذهب غير مأسوف عليك ويكفي حراما ومشاركة الشياطين أفكارهم ولنستعيذ بالله من ان يحضرون كفي وحرك يده احضر الماء واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم واطفاء الحطب وقال يا رجل هيا لنم ثم عند الفجر لتترك مجلسنا وتذهب من حيث اتيت ليس لنا فيما حرم الله من أفعال والحمد لله على نعمه وعبادته
انصرف الجميع وهم في قلوبهم رعبا من هذا الرجل وجلس الاخ الكبير وهو و(غالي) والنوراني امام المنزل حتي اتني نور الفجر فتوضأ الجميع وقام النوراني ليصلي معهم جماعه فاعترض الكبير وقال لا تصلي معنا وبعد ان اصلوا احضروا طعام الإفطار ولمم النوراني حقيبته وهم ان يذهب أشار (غالي) لأخيه ان يعرف الرجل الطريق حتي يذهب فأجابه أخيه ان يذهب معه وان يأخذ حزره منه ثم تحركوا وهنا اخذ الرجل يتحدث مع (غالي) ودعا الرجل ان يحمل حقيبته واحضر حمارا حتي يضع الحقيبة عليه وتحركوا وقال النوراني ل(غالي) انك فتي مطيع وسوف اعطيك مقابل حسن معاملتك شاءا اغلي من المال والذهب هذا الكتاب فيه عهدا ان فعلته اتتك الدنيا راكعه واخذ يعلمه من الأمور شاءا مرعبا …………………..
بدأ الرجل ان يعلمه وهما في الطريق وقال له اعلم يا ولدي ان هذا هو علم الاولياء والصالحين وانا سوف ادلك عليه ان شاء الله فقال له هناك عشرات الدعوات السرياني والعبراني وهناك الكثير من علوم الجن فقال انا اختار اسهالها وهنا في منتصف الطريق وبعيد عن القرية جلس النوراني و(غالي) يعلمه فقال أولا عليك باعتزال الناس 30يوم وعليك بالجبال او الصحراء ثم عليك بالذكر هذه الدعوة والصيام وان تفطر بالتمر وشرب الماء وان تدعو بالليل وانت شبه عار ثم الأسبوع الذي بعده سوف تأتيك الكوابيس بين النوام والاستيقاظ وسوف تحلم الأشياء التي تخاف منها وكان يخاف (غالي) من العقارب فقد راي عقربا كبيرا يجري خلف ويلتهم ويلدغ الناس من وراءه وسوف تشعر بحرارة بالقرب منك وفي ليله الثلاثون خرج له هذا المارد وهو وقد شق المغارة (كهف داخل الهضبة او الجبل )التي يعتزل الناس بها وكان شكلة مرعبا ذو وجهه يقرب الانسان وعيون مشقوقة شقا وقرون وارجل حمار وشعر مثل شعر القرود ثم القي عيه السلام (شلاما اصباؤت انوخا)وهو سلام ابليس عليك وقد رد عليه بعد السلام الرابع مثلما قال له النوراني
ثم اخد العهد عليه واعطاه طريقه واسما عندما يريده عليه ان يحضره وهنا قد رجع الي منزله رجل اخر يفعل من الأفعال مالم يكن في الحسبان وقد ذاع صيته بين القري واصبح رجالا يدعي الشيخ (غالي) يجلب الحبيب ويفك الربط وافعال كثيره واصبح صديق للناس الذين يبحثون عن الكنوز ويذهب الي الجبال وذاع صيته في كل الانحاء واخذ يفعل من المعاصي الكثير ان يقرا القران بالمقلوب وكثير من الذنوب لا داعي لذكرها وفي ليله من الليالي وهو في احدي الكهوف مع بعضا من المغفلين الذين يبحثون عن الكنوز وهو راجع وجد مفاجأة اتته بعد عشر سنوات وهو النوراني يركب حمار وينادي عليه يا شيخ (غالي)لي عندك طلبا ورد جميل ان تساعدني في احضار كنزي الدفين
رجع (غالي) الي منزله الذي يسكنه في المدينة وكان بعيدا عن منزله الذي يوجد به عائلته وأولاده وكان يفعل افعاله الشيطانية من تحضير وغيرها من الأفعال التي تغضب الله وجلس معه النورني وقال النوراني هلما بنا لنعمل لان النجوم تقول انه اقترب خروج هذا الكنز الدفين وعليك بمساعدتي في احضار هذا الطفل المزعوم وذبحه والقاء دمه علي المكان الموعود وخروج الكنز الدفين والوفاء بوعدك لي وهنا تحركت وتراقصت الشياطين من امام (غالي) واخذ يفكر في الخروج من هذا الحمل الثقيل واحضر الطعام ووضعه امام النوراني واخذ النوراني يخرج بعض اللفائف من حقيبة التي لم تتغير مهما مر عليها السنين وهنا قال النوراني ل(غالي)اعرف ان هناك عرسا في قريتك غدا وقد يشتغل الناس عن الأطفال واعلم ان هناك من الضيوف الغرباء الكثير ومعهم أطفالهم وبعد ان نأخذ الطفل سوف يحزنون قليلا ثم يتركوا البلدة ويذهبوا والناس تنسي ذلك الموضوع لانهم غرباء ونكون نحن اخذنا حقنا وكنزنا ونذهب انا وانت بعد حين تسافر وتذهب بكنزك ولا يعلم أحدا شي ويتم الموضوع علي خير
وهناء قد نام النوراني ولكن (غالي)
لم ينم وقد كان استعد لينهي هذا الموضوع بالرفض ويبعد ذلك الرجل مهما يحدث ويرجع عما هو فاعل بكل الطرق وفي الصباح استيقظ (غالي) بعد ان اتته غفوة من النوم ولم يجد ذلك الرجل وهم بالخروج وعندما خرج واسرع في الرجوع الي قريته وقد لاحظ ان الوقت ليس وقت الصباح ولكن وقت الغروب وان هذا الرجل (النوراني ) قد خدعه ودس اليه شيء فجعله ينام وعندما رجع الي القرية وجدها تموج عن اخرها وهم يبحثون عن فتي قد غاب من العرس وهو ليس من اهل القرية واخذ يحقق معهم وذهبوا الي مركز الشرطة واستمر البحث الي اربع أيام وبعد ذلك جاء الأطفال يجرون ويعلوا صوتهم لقد وجدوا الفتي وهنا ارتاح قلب (غالي)وتحرك الجميع الي مكان الذي قالوا انهم وجدوا الفتي وهنا كانت المفاجأة
لقد وجدوه مذبوحا ومدفون بالقرب من مدافن القرية بداخل كيس ومربوط بأحكام وعندما شاهد ذلك (غالي) خر علي الأرض بكياً واخذ يجري والشياطين تلاحقه حتي دخل الي المسجد وتوضأ والشياطين تلاحقه وتحاول ان تبعده ودخل المسجد وامسك بأحدي المصاحف اخذ يتلوا لقران لعل الله ينجيه واخذ ينتحب ويقرأ حتي لم يشعر بنفسه سوي في المستشفى ولم يترك المصحف مها حاولوا وقد جاء أخيه الكبير واخذ يتلو عليه ما تيسر من القران وحاول (غالي) ان يجلس ولكن قد علم انه اصابه بعض من الشلل في جسده واستمر (غالي) في العبادة وقراءة القران وكوابيسه التي لم تخلوا من الشياطين وكان كثير التعبد وقد ذهب منه ماله الذي جمعه وذهبت صحته ولم يبقي سوف ان يستغفر لعل الله يرحمه
(تمت)
تنويه قد تمكنت الشرطة من القاء القبض على النوراني بعد معاونة (غالي) لهم وهناك قد تم الحكم علي النوراني بالسجن المشدد علي افعاله وقد عوقب (غالي) بالكثير في حياته وهي (اللعنة)